كان المصريون القدماء
متدينين بطبيعتهم ولهم من المفاهيم التي لازمتهم في حياتهم اليومية نتيجة لفكرة
الديانة والحياة ما بعد الموت لذلك كان في الغالب يرفضون فكرة الزنا أو العلاقات
الغير شرعية خاصةً إذا كان من يفعله متزوجاً , فإذا كانت امرأة متزوجة كان من الممكن
أن تدفع حياتها ثمناً لذلك وهذا ما كان عكس السائد في حضارات أخري.
لكن فكرة
تخفيف العقاب إلي الطلاق والانفصال كما في العصر اليوناني والروماني وذلك لتأثر
المجتمع آنذاك بما كان يحدث في اليونان من حريات لم تكن متعارف عليها في التاريخ
القديم لمصر ,والدليل علي ذلك تلك اللوحة الحجرية التي عليها قسم رجل يدعي ( أمينمحت
) حيث يقول ( كنت كاهناً وكنت عصا العجز لوالدي حينما كان من الأحياء ولم أمارس علاقة
حميمية مع تلك الخادمة التي كانت في منزله ولم أغوي خادمته علي ممارسة الحب معي )
وهنالك رسالة رجل
آخر إلي زوجته التي انفصلت عنه يقول ( لم أسبب لك أي حزن وأنا زوجك ولم أخدعك كما يفعل
الفلاحون الذين يتسللون إلي فراش نساء آخري غير نسائهم , انظري قضيت ثلاثة سنوات في
غيابك دون أن أتسلل إلي فراش امرأة آخري بالرغم من رغبتي في ذلك ولكنني امتنعت عن ذلك
من أجلك حتي هؤلاء النسوة في منزلي لم ألمس جسد امرأة منهن ) , لكن فكرة المرأة الغير
متزوجة أن تكون عشيقة لرجل متزوج كانت فكرة مقبولة من المجتمع .
في عام 2000 ق
. م كتب رجل يدعي ( هيكانا ) رسالة إلي زوجته وهو في منطقة آخري بعيدة يقول ( لاتدع
عشيقتي ( حت بت ) بدون خادمة , اعتني بها جيداً وإذا كنت لا تريدين ذلك فسوف أرسل إليها
خادمي ( إيو تن) ليقوم برعايتها وحمايتها ومن يفعل ذلك يكون عدوي , فكيف أحيا معكم
في منزل واحد وأنتم لا تحترمون عشيقتي من أجل خاطري )
وكانت العشيقة
لها نفس شرعية الزوجة حتي لو كانت زوجته قادرة علي الإنجاب , وهنالك حاكم إحدى مقاطعات
مصر الوسطي بالقرب من بني حسن كانت عشيقته هي مديرة منزله حيث أنجبت له أثناء ذلك ولدين
وبنتاً ثم تزوجها بعد وفاة زوجته .
وهنالك نص آخر
لعشيقة تتحسر علي حالها حينما استبدلها عشيقها بامرأة آخري لأنها حولاء بالرغم لقضائها
في منزله عشرون عاماً , وكان التعبير الدارج عن تلك العلاقة بين غير المتزوجين بالقول
( يلجأ إلي آخري ) ولكن تغير ذلك التعبير في العصر اليوناني والروماني إلي تعبير علاقة
غير شرعية .
ويذكر هيرودوت
في مذكراته حكاية سمعها من المصريين عن الخيانة حينما أصاب ابن رمسيس الثاني العمي
لمدة عشر سنوات ثم جاءته البشارة من مدينة ( بوتو ) بأنه سوف يستعيد بصره حينما يغسل
عيناه بحيض امرأة طاهرة لم تقترف الزنا مع أحد , جرب حيض زوجته فلم يشفي ثم بدأ يغتسل
بحيض كل امرأة من حوله فلم يشفي حتي قام بمحاولات كثيرة حتي وجد في نهاية الأمر حيض
امرأة استعاد بصره من خلال حيضها حيث قام بجمع هؤلاء النسوة في مدينة تدعي ( الطوب
الأحمر ) ثم قام بإحراق المدينة وهؤلاء النسوة ثم تزوج من تلك المرأة التي شفي بحيضها
.
إرسال تعليق