تبدأ الحكاية عندما عثر العثمانيون، على حوض أو تابوت
ضخم في هذه المنطقة القديمة والتي تعرف ببركة الفيل، وهو حوض من الحجر الصوان الأسود
بطول 2.7 متر وعرض 1.38 متر وارتفاع 1.92 متر، وعلى جميع أسطحه الداخلية والخارجية
كتابات جنائزية
ويقال إن المؤرخ المملوكي بن إياس أشار لهذا التابوت
وذكر أنه كان يستخدم كسفينة يستقلها 4 أشخاص فقط، لعبور النيل من ضفة لأخرى وأضاف أن
الكهنة القدماء قد طلسموا السفينة على هذا المنوال وهو أن يستقلها 4 أشخاص فقط فإذا
زاد العدد عن ذلك تتعرض للغرق وهو ما لم يعجب حاكم مصر آنذاك كافور الإخشيدي فبادر
إلى جمع علماء مصر لديه وكلفهم بقراءة النقوش الهيروغليفية المدونة على هذا التابوت
فعجزوا عن ذلك فاضطر كافور إلى إعادة السفينة إلى شاطئ النيل لاستعمالها كسابق عهدها
حتى غرق المركب في النيل ومنذ ذلك الحين ألقى التابوت بجوار أحد مساجد قلعة الكبش بالسيدة
زينب وتحول لمسقى وحوض للمياه لسقاية المواطنين
وقد نسجت الكثير من الحكايات والأساطير حول التابوت
الذي كان يحوي مومياء لأحد كهنة العصور الفرعونية، كان معظمها يروي أن هذا التابوت
الضخم الثقيل الذي يستحيل تحريكه يخبئ أسفله كنوزا كثيرة، ويحرسها الجن، فيما دارت
حواديت أخرى عن قدرة الحوض على الشفاء من أمراض كثيرة أهمها "الحب"، كما
ذ كر المؤرخ المملوكي بن إياس أن الحوض قد قام احد بكوات المماليك بوضعه أمام جامع
الجاويلي في حي السيدة زينب
وقد ذكر بأن أوليا جلبي الرحالة التركي الذي زار
مصر في القرن السابع عشر الميلادي روى تفاصيل أكثر عن تلك الأسطورة فقد رأى أن هذا
التابوت مملوء بماء زلال براق يستسقي منه الرائح والغادي ليل نهار دون أن ينقص من مائه
شيء، بل إن المياه كانت مفعمة دائما ولا يفهم من أين تأتي إليه هذه المياه.
والأسطورة تتحدث عن ذلك التابوت حيث كان يقع في قلب
مدينة القاهرة يلجأ إليه العشاق للتخلص من آلام الحب والعشق وأطلق عليه علماء الحملة
الفرنسية "ينبوع العشاق" حيث أن علماء الحملة الفرنسية نظروا لهذا التابوت
باعتباره "ينبوع العشاق" وأوضحوا أن هذه الأسطورة كانت حقيقية على أرض الواقع
ورسموا التابوت وبه ثقب من أحد جوانبه لتصريف المياه التي به وكان ذلك سبباً في تسمية
المنطقة الواقعة بأحد شوارع منطقة قلعة الكبش باسم شارع الحوض المرصود
الحوض كانت مياهه سحرية بالفعل وكافة الرواية التي
ذكرها المستشرقون تؤكد أن من يشرب منه يشفى من لوعة الفراق ويتخلص من آلام الحب".
كذلك لوحات المستشرق الإيطالي لويجي ماير كانت ترصد
أسطورة تسمى الحوض المرصود وهي موجودة بنفس الاسم حالياً بمنطقة السيدة زينب، وأكدت
لوحات ماير أن هذا الحوض كان تابوتا للمياه يشفي من آلام الحب
ولقد ذكر علي باشا مبارك ذكر في "خططه التوفيقية"
قصة هذا التابوت قبل نقله إلى المتحف البريطاني ليستقر هناك كتابوت مصري فرعوني وسط
مجموعة من الآثار المصرية الأخرى وقد كان مقدراً لهذا التابوت أن ينتقل إلى فرنسا بعد
أن نقله أعضاء لجنة العلوم والفنون المرافقة للحملة إلى الإسكندرية في طريقه إلى باريس
لكن انتقل بموجب اتفاقية الإسكندرية عام 1802 مع العديد من الآثار المصرية الأخرى كحجر
رشيد إلى بريطانيا
ولقد كان مكان الحوض المرصود قصرا للملك الناصر محمد
بن قلاوون وكان يطلق علي القصر اسم "بقتمر
الساقي"، والذي وصفه شيخ المؤرخين العرب أحمد بن علي المقريزي بأنه أعظم مساكن
مصر، وأحسنها بنيانا، ثم تحول المبنى إلى مصنع للنسيج ثم إلى سجن الحوض المرصود، ثم
إلى تكية فدار للقرعة ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض السرية عام 1923 ثم مستشفى
الحوض المرصود لعلاج الأمراض الجلدية والتناسلية عام 1943 إلى أن أصبح اسم المستشفى
"القاهرة للأمراض الجلدية والتناسلية عام 1979".
إرسال تعليق