برديات تحمل أساطير غامضة في الحضارة المصرية

إنها برديات السحر والتي اختلف علماء الآثار لأنها تدور حول أساطير يختلط فيها الواقع والخيال , حول أشخاص ربما خلدهم التاريخ القديم وربما كانوا مجرد إسقاط في الأدب الشعبي القديم وهذا ما سوف نسلط عليه الضوء علي تلك البرديات .

بردية وستكار :  وهي من أشهر البرديات المتعلقة بالأساطير التي ترتبط بالسحر والتي قام العالم الألماني ( ارمان ) بنشرها حيث تم كتابتها في عصر الهكسوس ولكنها نسخة من بردية آخري تعود إلي حقبة الأسرة السابعة قبل عهد الدولة الوسطي وتدور أحداثها في عهد الدولة القديمة في عهد الأسرة الرابعة حيث تضمنت العديد من الأساطير مثل أسطورة الساحر ( جاجا ام عنخ ) مع الملك سنقرو والساحر ( جدي ) مع الملك خوفو

بردية فاندييه 

تشمل البردية والتي ربما تم كتابتها في أواخر عهد الرعامسة روايتان عن القائد الساحر ( مري رع ) مع الآلهة ومع الفرعون ( سيسيبك ) وهو فرعون لم نحط به علماً حتي الآن

 تدور أحداث الرواية الثانية رغم وجود الكثير من الخلخل والفجوات في الأحداث عن ساحر شاب بارع حقد عليه سحرة الفرعون وحاولوا إخفاء أمره حتي مرض الفرعون مرضاً جعل منه هالك لامحالة وقد عجز السحرة علي علاجه فلجأوا إلي الساحر الشاب لكي يقوم بعلاجه ولكن مري رع وجد أن علاج الفرعون في التضحية بنفسه وإهداء نقاء روحه للفرعون من أجل شفائه , أراد الفرعون أن يقوم الساحر الشاب بذلك رغم تردده الشديد حيث أغراه في الحياة ما بعد الموت مع الآلهة وأنه سوف يقوم برعاية زوجته وأبنائه فطلب مري رع أن يصطحب أبناء السحرة معه في الحياة ما بعد الموت

بالفعل قام الساحر الشاب بخطوات علاج الفرعون حتي صعدت روحه إلي أرض الآلهة ولكنه بعد فترة وجيزة اكتشف أن الفرعون قد تزوج من زوجته وقتل ابنه فطلب من كبير الآلهة أن يعود إلي الحياة ولكن كبير الآلهة رفض ذلك فقرر مري رع بأن يصنع من الطين شخص علي هيئته حيث بث فيه روحه لينتقم من الفرعون وبالفعل قام بقتل الفرعون والانتقام , الأسطورة في مجملها ملحمة أدبية تروي حال البلاد في أواخر عهد الرعامسة حيث كانت المعابد مزدهرة وعامة الشعب يعاني من الفقر الشديد

 كتاب الموتى :

 في بردية هاريس السحرية يوجد فصل كامل قد تم كتابته لرمسيس الثاني ولكن بعد ذلك ظهر فصل آخر مشابه له في كتاب الموتى والذي تم كتابته خلال الدولة الحديثة والتي تروي لنا الأسطورة أن الأمير ( خع ام واس ) ابن رمسيس الثاني وكبير الكهنة آنذاك قد وجده علي بعض الأواني السحرية أسفل رأس مومياء في منف وهي مومياء الأمير ( نانفر كا بتاح ) وأن تلك الصيغة تم استخدامها كتعويذة سحرية من قبل أمنحتب بن جابو الصديق المقرب لأمنحتب الثالث

تلك الأسطورة تم العثور عليها في القرن الثالث قبل الميلاد حيث تتحدث عن ولع الأمير والذي لقب في البردية باسم ( سنتي ) والتي تعني بكبير كهنة منف بقراءة النصوص القديمة المتعلقة بالعلوم الخفية للسحر حيث علم ذات يوم بوجود كتاب سحري قد كتبه الآلة ( تحوت ) بنفسه وأنه في مقبرة الأمير نانفر كا بتاح وقرر سنتي الاستيلاء عليه

تتابع الأسطورة بقية الأحداث بأن روح زوجة نانفر وهي تدعي ( أهوريت ) حاولت منعه من ذلك حيث تجسدت له لتروي له ما حدث لزوجها حيث أخبرته حينما أخرج زوجها الكتاب من الصندوق الذهبي وقرأ التعويذة الأولي فاطلع علي سحر السماء والأرض والظلام والجبال وعلم لغة الطير والأسماك في الظلمات ثم قرأ التعويذة الثانية فشاهد ارتفاع السماء وبزوغ القمر وأرض الآلهة ولكن في نهاية الأمر لقي نانفر وعائلته حتفهم ومات الجميع بسبب ذلك الكتاب , تسير الأحداث نحو إصرار سنتي علي الاستيلاء علي الكتاب والصراع مع روح نانفر لكي يمنعه من ذلك , ربما نجد العديد من تلك الأساطير أو الروايات هي من الأدب ويمتزج بها الكثير من الخيال وأن غالبيتها تم كتابته في عصر الدولة الحديثة حيث انتشر السحر بين العامة وخارج أروقة المعابد ولكن ربما بالفعل أن الشخصيات الرئيسية ربما وجدوا في الواقع.

👈لا تنسي الاشتراك في قناة حواديت مصرية علي التليجرام : https://t.me/hawadedmasiah


Post a Comment

أحدث أقدم