Top News

قارة أطلانتس ما بين الواقع والحقيقة .. الحلقة الأولي


مازلت أتذكر فترة مراهقتي والتي كنت أقرأ الكتب بنهم شديد وخاصةً كتب الكاتب "أنيس منصور" والتي كانت تمنحني أفاق من المغامرة والتشويق الذي كان يحعلني لا أفارق كتابه إلا وقد إنتهيت منه , كان أنيس منصور مؤمناً بكل شيء يمر عبر بوابة الغموض والسحر إلي عالم ماوراء الطبيعة والأساطير ويروي لك الكثير من البراهين علي صحة مايقوله فتشعر أنك تعبر معه إلي أفاق لايملك مفاتيحها سواه , هكذا جعلني أحلق في سماء ما كان مؤمناً به عن القارة المفقودة والتي كانت تعتبر في قرارة نفسه أصل الحضارة الإنسانية جمعاء وأن هنالك من الدلائل ما يجعل أننا كبشر لنا علاقات عبر التاريخ مع من أتوا من السماء .

 في الماضي كنت مؤمناً بأفكاره ربما بسبب مراهقتي أو الخيال الذي يصاحبني نحو كل شيء مثير غير إعتيادي ولكن الآن ربما تغيرت رؤيتي للأشياء وأنني كقاريء للتاريخ علي أروي تفاصيل الأسطورة الأولي في حياة البشرية من كل الجوانب بكل مافيها من نظريات تتنافي مع الواقع , إنها بلاشك الأسطورة الأولي التي مازالت تنبض وتجد العديد ممن يؤمن بها ويبحث كل يوم عن دليل يدعم وجود تلك القارة المفقودة بما فيها من ألغاز وكنوز لم ييت العثور عليها بعد أو ربما رمز للمدينة الفاضلة التي تسكن مخيلته , فعبر التاريخ ظلت فكرة اطلانتس أو المدينة الفاضلة هي أيقونة الحضارة الإنسانية التي إختفت ولم يبقي لها أي أثر , مُجرد حلم ينتاب الكثير من الفلاسفة والعلماء , وأساطير تتشابك تكمل بعضها البعض لتروي فصول ليست متتالية عن القارة المفقودة , قارة اطلانتس الحلم البشري القديم .
 
 هنالك آلاف من الكتب والمؤلفات والأبحاث التي تحدثت حول القارة المفقودة حيث يعتقد الكثير من الباحثين أن أطلالها مازالت باقية في أعماق المحيط الأطلسي , القارة المفقودة أو الجزيرة كما يطلق عليها البعض والتي تقع ما بين أفريقيا و أمريكا الشمالية والوسطي والتي غُمرت بمياه المحيط الأطلسي منذ آلاف السنين مايقرب من العشرة آلاف عام نتيجة سبب ما ربما نتيجة ثورة بركان ضخم أو زلزال كما حدث في الاسكندرية القديمة , وقد ذكر الكثير من الفلاسفة والرحالة ما قبل الميلاد بعض المشاهد عنها بالقرب من أسبانيا الحالية

 هذه النظرية تعتمد على ما كتبه الفيلسوف الإغريقي أفلاطون عن المدينة الفاضلة وذلك الوصف الدقيق لها كأنه قد رأها رؤية العين ، فهو دائماً كان يشير إلي الغرب حيث ما تبقى من المدينة إلى جانب وصف شهدت أسبانيا أنقاضه .  يعتقد البعض أيضاً أن تكون قد غرقت بسبب طوفان نوح بالرغم أن طوفان نوح لم يكن الوحيد في تاريخ البشرية كما تحدث عن ذلك الكهنة المصريين , فما وصفه أفلاطون عن اطلانتس دفع الكثير بأن يرجح أن المدينة الفاضلة ربما تكون مرتبطة بأفكار الفيلسوف وفي مخيلته فقط نتيجة شعوره  بالتقدم والحضارة التي كانت عليها تلك القارة ,  لكن قبل التعرف علي تلك الأسطورة علينا أن نتتبع بداية ظهور أسطورة القارة المفقودة في صفحات التاريخ لكي نواكب الحلم البشري الذي رافق العديد عبر التاريخ .  
 
بداية الحديث عن القارة المفقودة : 
من المُؤكد أن قصة القارة المفقودة قد ظهرت قبل أفلاطون بحوالي مائة وخمسون عام حيث تحدث عنها الرحالة اليوناني "صولون" وأحد الحكماء الإغريق السبعة عندما قام بزيارة مصر عام ستمائة ق.م وكان صديق مُقرب للملك "أمازيس" حيث أعتنق الديانة المصرية وسمح له بدخول معبد "سايس" ومن خلال كبير الكهنة وهو يدعي "سونشيس" سمح له بالإطلاع علي وثائق و سجلات تعود إلي آلاف السنين من قبل إنشاء هذا المعبد والتي يحتفظ بها الكهنة والتي تتحدث عن حضارة عظيمة يحكمها مجلس الآلهة ويدير شئونها أنصاف الآلهة من كهنة معبد الشمس الذي يتوسط تلك الجزيرة , لم يكن مألوفاً أن يبوح الكهنة بأسرار المعبد ولكن في ذلك الوقت كان يري الأغريق أن بداية الحكمة والعلم تبدأ بزيارة مصر , وكان يظن صولون أن الأغريق أصحاب حضارة مما دفع ذلك الكاهن بأن يقول له أن حضارة الأغريق مثل الأطفال التي مازالت تتعلم القراءة والكتابة وأفصح له عن أسرار تلك الجزيرة المفقودة ليعلم مدي تقدم الحضارة المصرية القديمة .
  
 كانت تلك الجزيرة تقع غرب مصر منذ عشرات القرون حوالي تسعة آلاف عام ق.م وتُدعي قارة اطلانتس وإن جاء ذكر أنصاف الآلهة في برديات كتاب الموتي بأنهم كفروا بالإله الأعظم فحلت عليهم لعنة السماء وغرقت تلك القارة في مياة المحيط في ليلة وضحاها , وقد ذكر كبير الكهنة أن الإله الأعظم أرسل لهم الإنذار الأول بثوران البركان وأشار لهم بالهجرة نحو الشرق لإقامة معبده في أرض مصر المقدسة أو أرض الإله "جب بتاح" وتعجب صولون لعدم وجود أي شيء من ذلك في السجلات الإغريقية عن تلك الحضارة ثم روي هذا الرحالة تلك الأسطورة إلي صديق له يدعي "كريتياس" والتي تناقلت من خلال حفيد هذا الرجل إلي سقراط الفيلسوف الإغريقي ومنها إلي افلاطون والذي تحدث عنها في محاوراته بالتفصيل ويقال أن أفلاطون كان جده صولون , وقد شكك الكثير في تلك الرواية مثل تلميذه أرسطو رغم تأكيد افلاطون بحقيقتها ظناً منهم أن افلاطون أراد أن يربط أفكار سقراط عن المجتمع المثالي والمدينة الفاضلة بمثال واقعي قد حدث في الماضي مثل قارة اطلانتس وهذا مادعي الكثيرون أن يظنوا أن القارة المفقودة من خيال افلاطون , لكن عالم الفلك الإغريقي "أويدكسوس" والذي رافق أفلاطون في رحلته إلي مصر والتي إستغرقت ثلاثة عشر عاماً بأن أفلاطون أستطاع بصداقته للملك "نختانبو" بأن يتواصل مع الكهنة العظام وتأكيد أسطورة الجزيرة المفقودة والتي كانت تُدعي "أرض الآلهة .
  
 جدير بالذكر أن نذكر ماقاله هيردوت عندما قام بزيارة معبد أمون في طيبة بأن الكاهن الأكبر قد أطلعة علي قاعة الوثائق المقدسة وشاهد بها 345 تمثالاً ضخماً تُمثل 345 جيلاً من أجداد هذا الكاهن وعائلته المُقدسة من انصاف الآلهة والتي تتفوق علي باقي السلالات البشرية وأن جده الأول جاء إلي مصر منذ 10340 عام .
تابع الجزء الثاني

Post a Comment

أحدث أقدم