أيضاً كان للرحالة العرب نصيباً من الحكايات حول اطلانتس حيث يروي الرحالة الأندلسي " أبو عبدالله الإدريسي" في كتابه "نزهة المُشتاق في إختراق الآفاق" بأنه أثناء ترحاله سمع حكاية يرويها الأجداد أن هنالك جماعة رحلوا بسفينتهم حيث رست علي شاطيء جزيرة لم يجدوا فيها سوي الكثير من الماعز ثم أكملوا رحلتهم حيث رست سفينتهم علي جزيرة كل أهلها من العمالقة فأسرهم الملك و عصب أعينهم ثم قام بترحيلهم علي متن سفينة و بعد عدة أيام وجدوا أنفسهم علي الشاطيء الأفريقي .
الغريب أن جزيرة "كابري" قد سُميت بهذا الأسم نسبة إلي كثرة الماعز بها
و العجيب أن تلك الرواية لدي قبائل الهنود الحمر علي الجانب الغربي من المحيط
الأطلنطي , و أيضاً يذكر الإدريسي أنه سمع عن قوم في الماضي كانوا سعداء و لكن
أصابتهم الصواعق من السماء فإحترق كل شيء و غرقت تلك البلاد تحت سطح البحر .
من الأشياء العجيبة التي ظهرت في العصر الحديث ولها دلالة علي وجود شيء ربما يرتبط بفكرة وجود اطلانتس ولم يجد لها أحد تفسير ما حدث عام 1998 عندما قامت إحدي الشركات الفرنسية المتخصصة في الأسلاك البحرية و التي كانت تمد أوروبا و أمريكا بأسلاك بحرية علي عمق ثلاثة كيلومترات , فلقد وجدوا أن الأسلاك قد إلتصق بها قواقع و أصداف لا تنموا سوي في المياة العذبة , كما وجدوا أنواع من الزجاج البلوري الغريب و أنواع من أسلاك بلاتينية لايمكن صُنعها إلا في درجات حرارة عالية جداً و هذا ما جعل البعض يفسر ذلك بأن قاع المحيط في تلك المناطق لم يكن سوي أنهار جارية و حضارة مُتقدمة وهي القارة المفقودة .
هكذا تتشابك الألغاز القادمة من كل الحضارات القديمة تجعلنا نشعر بالعجز أمامها أو مُجرد محاولة تفسير ما يحدث ففي كل يوم نكتشف شيء جديد يزيد من غموض ما حدث في الزمن السحيق وهل هذا مُجرد سراب نلهث ورائه أو أنه حقيقة ؟!! , هكذا كان حال العلماء الروس و الأمريكان عام 1958 عندما أصدروا بيان غريب من معهد "سمثونيان" بأن قبائل الأسكيموا قد هاجروا من الجنوب إلي الشمال ولكن لماذا أو كيف ؟!! .. هذا هو السؤال الذي يحتاج إلي تفسير علمي و منطقي لم يستطع أحد منهم التوصل إليه , و لكن لو عدنا إلي التراث الشعبي لقبائل الأسكيموا فربما نجد الإجابة , ففي أناشيد الأسكيمو يتحدثون عن قبائل حملتهم جواً نحو الشمال , حملتهم طيور عملاقة من الحديد تحمل الآلاف منهم و هبطت في الشمال و شيدوا لهم منازل وتركوا لهم الطعام , وهنا السؤال الذي يثير مخيلتنا من هم هؤلاء القوم ؟!! .. وهل هذا الحديث مُجرد كلمات تتردد في الأغاني الشعبية لديهم أم هي حقيقة تناقلت عبر أجيال لتصبح أسطورة هي أيضاً .
وصف قارة اطلانتس :
في واقع الأمر أول من وصف تلك الحضارة وصفاً دقيقاً هو أفلاطون ربما قام بنقل ما أخبره به الكهنة في مصر حيث تحدث عنها واصفاً أنها أمة عظيمة غرق شعبها في الفساد قبيل غرقها في قاع المحيط فحل عليها الدمار بين عشية وضحاها , روعت الجزيرة بكارثة هائلة ربما جاءت علي شكل طوفان أو انفجار بركاني عظيم تلاه ارتفاع هائل في أمواج المحيط حتي صارت أطلانتيس كلها مُغطاه بالمياة , ويكمل افلاطون وصفه الدقيق لها بأن أرضها كانت غنية بكل شيء وشعبها مُتحضر ومُتقدم والمدينة تقع علي رابية مرتفعة تقع في وسط الجزيرة ويوجد قصر ومعبد يكشفان المدينة كلها وحول المدينة خندق مائي مُتصل بشبكة من القنوات تنم علي تقدم حضاري وتقع تلك الجزيرة وراء أعمدة هرقل " مضيق جبل طارق" ما بين قارة أفريقيا وقارة أخري عظيمة .
وفي فقرة أخري يكمل أفلاطون حديثه عن وسط الجزيرة بأنه
سهل من أروع السهول وبالقرب من هذا السهل تل لامثيل له وحول هذا التل حلقتان من
الأرض وثلاثة حلقات من الماء تشبه عجلات العربة ويوجد معبد عظيم يدعي معبد الشمس مُكرس
لتمجيد "بوسيدون" و "كليتو" ولهما تماثيل عظيمة ضخمة من الذهب
الخالص تكاد تُلامس سقف المعبد المصنوع من العاج والنحاس اللامع والمعادن النفيسة
وهنالك بداخل المعبد تمثال لبوسيدون من الذهب الخالص وهو يقود عربته الحربية تجرها
ستة خيول مُجنحة وحولها مائة من حور البحر يركبن درافيل وخارج المعبد تماثيل
لأبنائهم ولزوجاتهم من الذهب الخالص وخاصةً الابن الأكبر أطلس والذي سُميت القارة
بإسمه , وحول المعبد سور ضخم مُغطي بالذهب وجميع جدران المعبد مُغطاة من الفضة
وهنالك نبعان من الماء إحداهما بارد والآخر حار , كما أقام ملوك تلك الحضارة جسور
لربط تلك الحلقات وأنفاق لتمر عبرها السفن وكان لها في الجانب الجنوبي ميناء ضخم
يزدحم بالسفن , ولقد وصف المؤرخ "جوليانوس" المدينة علي شكلها المُستدير
في دوائر مُنتظمة يتوسطها معبد الشمس وأن عدد سكانها تجاوز ثلاثة مائة ألف نسمة
حيث كانوا يشربون الخمر مثل المياة في أنابيب تسير في أرجاء المدينة .
تري في وصف أفلاطون لكل شيء بالمدينة كأنه قد قام بزيارتها رغم أنها إندثرت منذ آمد بعيد وهذا مايثير الجدل فكيف استطاع أن يصف الجزيرة بتلك الدقة كأنه قد عاش بها فترة من الوقت وهذا ما يجعلنا نظن أن أفلاطون ربما كان يصف المدينة الفاضلة كما أراد أن يجدها أو ربما إطلع علي شيء ما من سجلات من قبل الكهنة القدماء تعود إلي تلك الحقبة من التاريخ .
أيضاً من الشواهد التي فسرها البعض بأنها ترمز إلي الرحلة المقدسة قبيل إختفاء اطلانتس تلك النقوش التي تنتمي لحضارة الجرزيان عصر ماقبل الأسرات والتي يظهر بها سفن حور المقدسة والتي تميزت بمجاديفها الكبيرة والتي تشبه تلك السفن في كتاب الموتي و التي وصل بها كهنة شمسوحور إلي أرض مصر حيث رمزوا إلي بلادهم بالأهرامات والبحر الأزرق والنعام وكهنة حور بزيهم الخاص , وهذا يتشابه كثيراً بما وجده علي الجانب الآخر عالم الآثار "بول شليمان" عن متون شعب المايا وصفاً مُماثلاً لشكل المدينة التي كانت تشبه القبة السماوية بدوراتها الفلكية وأبراجها ويقع مكان الشمس معبد إله الشمس نفسه .
تابع الجزء الثالث ....
👈لا تنسي الاشتراك في قناة حواديت مصرية علي التليجرام : https://t.me/hawadedmasiah
إرسال تعليق