من تجارب الحياة ( زوجي يقوم بهذا الفعل مع أخته الأرملة ... ماذا أفعل ؟ !! )

أرسلت سيدة لي مشكلتها التي تعاني منها وتشعر بالظلم الذي يحل عليها وتحاول جاهدة أن تجد حلاً لها , لكنني في واقع الأمر عندما قرأتها شعرت بالصدمة وبالضيق والمرارة والحزن أيضاً , تعجبت في قرارة نفسي كيف صارت الأمور بنا إلي هذا الحد من تدني الأخلاق وسوء التربية والبُعد أشد البٌعد عن تعاليم ادياننا السماوية التي أساسها الرحمة والتكافل بيننا !! .

 شعرت بخيبة الأمل وأن الكثير منا فقد الكثير من مشاعر التعاطف والرحمة ومساعدة الآخرين وأن صلة الرحم والتكاتف في الأزمات هي من أساسيات الإنسانية وأن رسولنا الكريم كانت تدمع عيناه في أبسط الأمور حُزناً , فكيف الآن صارت قلوبنا صماء مثل الحجر وعقولنا وأفكارنا يسيطر عليها الجشع والطمع والأنانية , فالمبدأ السائد هنا (السعادة لنا والشقاء والضياع لغيرنا بدماء باردة) مثل تلك المشكلة .

سيدي الكريم أنا زوجة ولدي طفل من زوج يعمل بدولة الكويت بمرتب مجزي ومعه أخيه أيضاً يعمل معه والأمور كانت تسير علي ما يرام , لكن منذ عامان حدث شيء قد احدث تغير في موازين حياتنا وخاصةً مع زوجي حيث توفي زوج أخته فجأة تاركاً خلفه طفلاً لديه أربع سنوات يدعي سعيد علي اسم زوجي وأيضاً كانت أخت زوجي حامل في بنت حينذاك , أخت زوجي تلك لم تكن تعمل وليس لديها دخل تنفق منه فعادت إلي منزل والدتها لتعيش معها بعد وفاة زوجها وقد قررت أنها لن تتزوج ثانية وسوف تكمل رسالتها في تلك الحياة في تربية أطفالها وبالفعل كانت ترفض كل من يتقدم لها لأنها كانت صغيرة في السن وجميلة أيضاً.

في الآونة الأخيرة قام أخي بتطليق زوجته وقد رشحت له أختي زوجي كزوجة له حيث أعلم كل شيء عنها ولكي يزيد هذا مكانتي لدي زوجي وأهله , كان طلبه الوحيد أن تتخلي عن أطفالها عند أمها وتتفرغ لتربية أطفاله ,عندما عرض عليها ذلك الأمر وأن أخي ميسور الحال وعلي خُلق رفضت الحديث في ذلك الأمر.

 تملكتني الدهشة حينما أبلغتني أنها لن  تتخلي عن أطفالها من أجل تربية أطفال شخص آخر في حين أنها رفضت مبدأ الزواج منذ وفاة زوجها خشية أن تقحم رجل غريب في حياة أطفالها لتكون جحيماً بعد ذلك وتعجز حينها عن الدفاع عنهم , بالفعل هي تظن أنها قد سخرت حياتها بأكملها في تربية أطفالها فهم لديها أفضل من رجال العالم بأكمله .

المشكلة هنا يا سيدتي أن زوجي قرر منذ عودة أخته إلي منزل العائلة أن يقدم لها مساعدة مالية شهرية تقدر بألفين وخمسمائة جنيهاً كمساعدة لها في تربية أطفالها وأنه صار لهم أب بعد وفاة زوجها بالرغم أنها تتقاضي معاش والدها حوالي ألف وسبعمائة جنيهاً , أخاه الآخر الذي يعمل في دولة الكويت لم يفعل مثله وتجنب مساعدتها خوفاً من بطش وتهديد زوجته التي رفضت مبدأ تقديم آي مبلغ كمساعدة شهرية لها مثلما يفعل زوجي مع أخته , بالطبع شعرت بالضيق من هذا الأمر وخاصةً أن زوجي لم يهتم باعتراضي أيضاً علي فكرة مساعدة أخته وخاصة أنني أعيش بمفردي اتحمل عبء الغربة ومسؤولية طفلي الذي يتردد علي حضانة خاصة ولماذا نقدم لها العون طالما لا يفعل أخاه مثله .

في واقع الأمر كان رد فعل زوجي علي هذا في غاية الغضب ورفض فكرة مجرد مناقشة الأمر وأنه مسؤول علي أخته وأطفالها طالما يتنفس في تلك الدنيا ولن يتخلى عن عرضه ولحمه ويتركه لذئاب تفترسه ولا يهتم بأمر أخيه في عدم تقديم يد العون لأخته , المهم أنه يفعل الصواب والواجب نحو أخته وأطفالها , لا أكذب عليك سيدي حينما شعرت أن زوجي يفضل أخته علي ولا يسمح لي بالاقتراب من تلك الإشكالية والتي أملك كل الحق في مال زوجي أنا وطفلي فكيف تشاركني أخته ذلك الأمر !! .

ظللت صامتة اكتم غيظي من زوجي بشأن ذلك الأمر حيث كان يرسل لي حوالة تشمل المساعدة الشهرية التي يرسلها إلي أخته والتي أسلمها إليها من خلالي كل شهر , لكن في يوم ما وجدت وجه أخت زوجي مبتسم ومشرق وتشعر بالفرحة والسعادة حيث أخبرتني أنها دبرت القليل من المال وقامت بشراء بعض الجرامات من الذهب لطفلتها الصغيرة حيث دعت لزوجي بالبركة في الرزق وأنه نعم الأخ لها حيث لم يتخلى عنها في محنتها تلك وأنها اطلقت اسمه علي ابنها البكر بسبب حبها الشديد له ورغبه منها أن يناديها الجميع ب ( أم سعيد ) .

في تلك اللحظة شعرت أن بداخلي بركان ثائر وحمم من الجحيم تكاد تحرق كل شيء بداخلي وتذيب جلدي المتوهج من الغيظ , شعرت أن هذا الذهب من حقي أنا وليس من حق طفلتها لأنه من مال زوجي وطفلي أحق به, دفعني هذا الشعور بأن احطم قيود عجزي أمام زوجي وأخته وأقوم بتصحيح الأوضاع بأن أقوم بتقليل تلك المساعدة المالية وامنحها هذا الشهر من المبلغ الذي يرسله زوجي لها ألف وخمسمائة جنيهاً فقط لأنني احتاج مصاريف أكثر لحضانة طفلي , بالفعل فعلت ذلك ولم تقل أخت زوجي شيء كانت صامته منكسرة أمامي وشعرت بزهوة الانتصار وهدأت نفسي المتأججة من الغضب , لكن عندما هدأت مشاعري الممتزجة بالغضب ونشوة الانتصار شعرت أن ما فعلته لن يمر مرار الكرام , أخشي أن زوجي يعلم بذلك الأمر ويقوم بمواجهتي بما فعلته ويطلب توضيح مني حول ذلك الأمر ولا أعلم في واقع الأمر كيف أقوم بإقناعه بما قمت به , وتلك هي مشكلتي كيف أقوم بإقناعه أن هذا المبلغ كافي لمساعدة أخته !! ... فماذا تفعل لو كنت مكاني ؟ !!

في حقيقة الأمر لم أكن أرغب أن أجيبك لأنني كنت اشعر بالحنق والغضب من تصرفك هذا ولكنني ترويت قليلاً حتي اهدأ وأقوم بالرد علي مشكلتك , ظناً مني أيضاً أن هنالك إشكالية تطفوا كثيراً في وقتنا هذا في رؤية علاقة الزوج بأهله كأن من الأهداف الرئيسية في الزواج كيفية الاستيلاء علي الزوج وعزله تماماً عن صلة الرحم حيث نجد العديد من المشاكل والصراعات بسبب هذا المبدأ العجيب .

المشكلة يا سيدتي تكمن في تصرفاتك أنت لأنك ببساطة شديدة لا تعلمين قيمة ما يفعله زوجك من صلة رحم وأن من أخلاق الرجال الوقوف بجانب المحتاج فما بالك بالأخت التي بدون زوج ولا دخل ولقد ذكر الله في كتابه الكريم قوله الحق ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ .

إن جزاء قطع صلة الرحم وعدم معاونة المحتاج هي اللعنة من الله فما بالك بأخت لا حول ولا قوة إلا بالله تصارع الدنيا بأكملها بضعفها وقلة حيلتها حينما قررت أن تضحي بسعادتها والزواج المُحلل لها والتضحية من أجل أطفالها وهي عرضه وشرفه وأنت تحاولين بكل ما تمتلكينه من أحاسيس باردة ومشاعر شيطانية أن تقومي بهدم جسر الرحمة والمودة بينهما بكل ما تملكينه من قوة وجشع ورغبة السيطرة التي تنازع أنفاسك علي تملك كل شيء يخص زوجك حتي مشاعره تجاه أخته الأرملة .

اتقي الله وتذكري قول رسول الله صلى اله عليه وسلم الذي نتعلم منه الرحمة حينما قال (إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ) , فثواب من يفعله مٌضاعف عند الله وأنت بكل جرأة تبغين أن تحرمي زوجك هذا الأجر العظيم عند الله , كيف هذا !!.

أنت لا تعلمين أن ما يفعله زوجك مع أخته يجعل البركة والخير يعم عليك وعلي طفلك وتشاركين أنت أيضاً في الثواب كما علمنا رسول الله حينما قال(مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) , من الواضح يا سيدتي أنك بعيدة كل البُعد عن دينك وصلاتك وتعاليم ديننا الحنيف وهذا ما يجعلك تفكرين بتلك القسوة علي تلك المرأة التي أكاد أجزم أنها أعلي منك قدراً وقيمة عند المولي عز وجل لذلك عليك بالتوبة والرجوع إلي الحق وتشجعي زوجك علي فعل الخير وصلة الرحم دائماً حتي يكرمك الله ببركة الدنيا والآخرة وتكوني زوجة صالحة وتعلمي أطفالك أن الرحمة ومساعدة الآخرين جزء أساسي من ديننا ودين الإنسانية في العموم .

عليك بتسديد باقي المبلغ المفترض أن تسلميه لأخت زوجك في الحال لأنها أمانة في عنقك وخيانة الأمانة من الذنوب العظيمة وأن تعتذري لها علي هذا الخطأ حتي لا يعلم زوجك بهذا الأمر وتكون بداية لمشكلة أكبر بين زوجك لا يحمد عقباها وربما تندمين عليها كثيراً حيث لا ينفع الندم حينذاك وعليك أن تعلمي أن الله يحب ويبارك عباده الصالحين وخاصةً من يتقي الله ,عليك التقرب من أخت زوجك وتعاونيها قدر المستطاع وأملئ قلبك 
بالحب والمودة والرحمة حتي تزداد محبتك في قلب الجميع وخاصة زوجك والله الموفق .
👈لا تنسي الاشتراك في قناة حواديت مصرية علي التليجرام : https://t.me/hawadedmasiah

Post a Comment

أحدث أقدم