الآراء حول تلك المومياء
:
في بداية الأمر إحتار ماسبيرو لمن تعود
تلك المومياء وخاصةً أن ليس هنالك أي نقوش تدل علي صاحبها وظن بعض العلماء ان هذه المومياء
ربما تعود إلي أمير من الحيثين تم آسرهُ وتوفي داخل مصر فقرر الكهنة أن يتعاملوا مع
روحه بشيء من الإهانة علي حسب المعتقدات الدينية التي كانت سائدة آنذاك ولكن تلك النظرية لم تجد دعم بشيء ملموس أو برهان علي ذلك لأن التابوت
الخاص بتلك المومياء وجد بجوار تابوت الملك تحتمس الأول والملك رمسيس الثاني وهؤلاء
ملوك عظام وهذا يؤكد أنه من العائلة الملكية بدون ادني شك ولكن ماذا فعل هذا الشاب
لكي يتم تحنيطه بتلك الطريقة البشعة والتي لم تتكرر في التاريخ الفرعوني ؟!!
ظل هذا اللغز غامض ولم يستطع أحد أن يفك
طلاسمه ولكن عندما تم الكشف عن بردية " تورين " والتي كانت تروي تفاصيل المؤامرة
التي سُميت مؤامرة الحريم ومحاولة اغتيال رمسيس الثالث تم ذكر أسماء وألقاب المتهمين
ماعدا لقب الأمير المتآمر حيث تم نعته بالمجرم الكبير وهذا يعد أمراً مُشيناً ينقص
من مكانته الملكية علي الرغم من فداحة جرمه الذي ارتكبه في حق أبيه , اظهرت البردية
تفاصيل المحاكمة والتي كانت تعتبر أول انقلاب علي شرعية الملك تم تسجيله في التاريخ
والذي شارك فيها العديد مما منحه زخماً وغضب عظيم من قبل الكهنة الذين تعاملوا مع من
أدينوا بكل قسوة وحزم .
بردية تورين لم تختص بتفاصيل تلك الجريمة فقط بل هي من أشهر البرديات التي كشفت لنا العديد من الألغاز عن الحضارة المصرية القديمة وقد حصل الرحالة الإيطالي "دروفني" في أوائل القرن التاسع عشر عليها وقيل أنه عثر عليها في منف حيث تم شرائها, وكانت البردية في حالة جيدة إلا أنها تهشمت منه ونُقلت إلي إيطاليا ووضعت في متحف تورين للحفاظ عليها , وأهميتها أنها تحتوي علي أكثر من ثلاثمائة اسم من أسماء ملوك الفراعنة وعدد سنوات حكم كلاً منهما .
لكن من هو رمسيس الثالث ؟!!
لكن من هو رمسيس الثالث والذي شهد عهده
تلك الجريمة والتي حاول الكثير من قادته وكهنته وحتي ابنه الأمير في التخلص منه ؟!!
يعتبر رمسيس الثالث أشهر حاكم في الأسرة
العشرين حكم مصر للفترة 1183 ق. م. –
1152 ق. م. ويقول المؤرخون إنه يعتبر آخر الملوك العظام في الدولة الحديثة , وقد قام
بنفس السياسة التي اتبعها رمسيس الثاني ومن أهم أعماله ، هزيمة الليبيين في غرب الدلتا
، وفي العام الثامن من حكمه ، احتلت شعوب البحر شمال البلاد فأعد رمسيس الثالث حملة
ونجح في هزيمتهم في معركة بحرية ، سُجلت على حوائط معبده المسمى بمدينة «هابو»
في طيبة ، وهذا يدل على إنجازه في إنشاء قوة حربية بحرية، فقد قام ببناء السفن الحربية
واضعاً إياها على مداخل نهر النيل واصبحت هذه المعركة أول معركة بحرية كبرى في تاريخ
المعارك البحرية ويقال أيضاً أن أول إضراب واعتصام تم تسجيله في التاريخ قد حدث في
عهده في بلاد النوبة وربما هذا الإضراب كان للمتآمرين يداً فيه كما سوف نأتي في تفاصيل
المؤامرة
الأمير المُتآمر :
قد اختلفت الآراء حول هوية هذا الأمير فيري
عالم الآثار " برستد " أن بنتاؤور ليس هو الاسم الحقيقي للأمير بل هو اسم
مُستعار لكن عالم الآثار " ديبوك " يري أنه الاسم الحقيقي حيث اتخذه الأمير
ليكون لقباً له أثناء الجلوس علي العرش ويرجح " سيلي " أن الأمير الذي سولت
له نفسه قتل الملك هو رمسيس صاحب المنظر الأول في موكب الأمراء علي معبد مدينة هابو
بالدير البحري , لكن عالم الآثار "يويوت " قد عارض تلك الفكرة لأن الأمير
رمسيس ابن رمسيس الثالث من الملكة " ايسة تا حبا جيلات " بل أن الأمير رمسيس
هو والد رمسيس السادس الذي كان أحق بالعرش من رمسيس الرابع .
إرسال تعليق