عندما علمت والدتي
بأنها تحمل بين أحشائها ديناصور بأسنان تأكل عجلاً بأكمله مثل ريتشارد قلب الأسد فرحت
كثيراً بأنها سوف تلد محرر القدس من جديد وأنها سوف تكون والدة صلاح الدين الأيوبي
العجيب في الأمر
أنها مازالت مقتنعة بأنني لي شأن آخر بالرغم من محاولاتي المستميتة في إقناعها بأنني
لست هذا الشخص المنتظر وأن لسوء حظي اشعر أن الحظ ذاته يرأف بحالي وأن الحظ يري أنني
عدوه الرئيسي في ذلك العالم وأن التفاؤل في حد ذاته قد تشاءم في حضرتي
هكذا كانت وجهتي
النظر بالنسبة لي ولأمي في تناقض شديد ولكن العجيب في الأمر أن والدتي كانت ترغب أن
تلد بنت بدلاً مني رغم أسناني الحادة وهنا تبدأ النبوءة الغريبة والعجيبة حينما اتي
إليها الشيخ البلتاجي يسألها في المنام بماذا تتمني أن تلد حيث اصرت أنها ترغب في أن
تلد بنت وأن تطلق عليها اسم عجيب وغريب لا اتذكره ولكنه نهرها بشدة حيث اخبرها بأنها
سوف تلد ولد ويجب أن يكون اسمه محمد ولكنها طوال الحلم تصر علي رغبتها في أن تلد بنت
استيقظت والدتي
في حالة من الفزع والتعرق بسبب الحر الشديد حيث هرولت إلي جدتي تقص عليها ما حدث حيث
صمتت جدتي قليلاً كأنها تتخيل أن والدتي تحمل بين أحشائها بالفعل ريتشارد قلب الأسد
بذقنه الصفراء وهو يحمل بين يديه عجلاً يأكله بأسنانه الحادة
زاد الصمت ووالدتي تحدق في وجه جدتي وأنا كذلك من
بين أحشائها انتظر بفارغ الصبر هل سوف يكون مصيري بالفعل صلاح الدين أم محمد صلاح أم
هتلر , العجيب في الأمر بالرغم من يقيني بحالي وأنني كلما نظرت إلي نفسي في المرآة
اتعجب إيمان والدتي بالشديد بتلك النبوءة العجيبة
لكن في واقع الأمر
كنت بالفعل اشعر بالحماسة وأنني اتخيل جموع شعوب العالم هي تهتف لي وأن جالس بجوار
مقعدها احتسي فنجان الشاي معها حيث كنا نقذف بعضنا البعض بطريقة لا إرادية بفتات الأخشاب
المختلط بشاي التموين الرائع والذي لا تفهم ماذا تستحي بالفعل هل هذا شوربة خشب أم
عصير شجرة الشاي ذاتها
إرسال تعليق