رواية ( بقايا رجل ) .. الفصل السادس ( الزواج من الأخ الأكبر)

كان سالم أخو عبد الواحد قد وجد فرصة ذهبية للاستيلاء علي قطعة الأرض الخاصة بعبد الواحد والتي قد أخذها بدون رغبة سالم فالفرصة قد حانت مّرة اخري للاستيلاء عليها وضمها إلي باقي الأرض التي كانت تخص والدهما, أخبر سالم زوجته سعاد بأن شيوخ القرية قد اجتمعوا معه لمناقشة وضع هنية بعد وفاة أخية عبد الواحد فلن تقبل القرية بأن هنية تعيش بمفردها في ذلك المنزل وخاصتاْ أنها مازالت صغيرة وأنه يجب أن يتزوجها لكي يرعي ابن أخية حسين وكذلك أرض أخية الذي تركها لزوجته وابنه بعد وفاته ولكن سعاد هاجت و ثارت ورفضت ذلك بشدة فكيف يتزوج عليها سالم حتي ولو كانت تلك ليست هي رغبته بل رغبة شيوخ وكبار القرية وأنه لا يستطيع أن يرفض هذا القرار حيث أنه في حالة رفضة فيمكنها أن تتزوج من شخص أخر وهذا في حد ذاته عار علية وهو لن يسمح بذلك أبداْ.

في الواقع كانت هي رغبة سالم حيث وجد أنها فرصة رائعة بالنسبة له لأنه سوف يتزوج بامرأة أخري بغض النظر أنها كانت زوجة عبد الواحد أخية الوحيد وأن أرض أخية في نهاية الأمر سوف تؤول إلية لتكون من أملاكة أيضاْ.

حاولت سعاد أن تقنعه بأنها لن تقبل ذلك بل سوف تهجر المنزل في حالة زواجه من زوجة أخية ولكنة أصر علي تنفيذ رغبة شيوخ القرية مما جعلها تشعر بالكراهية الشديدة والحقد علي هنية زوجة عبد الواحد التي شعرت أنها قد سلبتها زوجها سالم ولكن في حقيقة الأمر لم تكن تعلم هنية بما يدور حولها في القرية من أخبار حول زواجها الأكيد من عم حسين الأكبر.

 

 

 

في يوماْ ما عندما انتهت الثلاثة شهور علي وفاة عبد الواحد دق باب المنزل لتجد هنية يقف أمامها شيوخ وكبار القرية ومعهم سالم يرغبون في التحدث إليها حيث انقبض قلبها وشعرت بابتسامات الخُبث تتراقص علي شفتي سالم و أن هنالك شيئاْ ما سيء قادم في الطريق إليها, نظر إليها عُمدة القرية  قائلاْ :

لقد أتينا إليك يا أم حسين لأننا أدركنا أنكي لن تستطيعين العيش في ذلك المنزل بمفردك مع ولدك ونحن نعلم جيداْ أنكي ليس لكي أهل لكي تعودين إليهما وليس من المعقول أن تسكني في هذا المنزل بمفردك فهذا لا يصح ولن نرضي علية أبداْ

نظرت إلية هنية وهي متعجبة من حديث عُمدة القرية وعيون سالم تلمع بتلك اللمعة الخبيثة في عيون سالم المتأهب كأنه مثل الذئب الجائع الذي ينتظر الفرصة لكي يفترس فريسته قائلة : وماذا تريد أن أفعل أيها العُمدة؟

شيخ البلد : أري أن الصواب هو أن تتزوجي حتي لا تعيشين بمفردك وتجدين من يعاونك في تربية حسين ولن نجد أفضل من سالم أن تتزوجيه فأنا أعتقد أن هذا هو الرأي الصواب وهذا أيضاْ رأي شيوخ القرية

هنية : لكني لا أرغب في الزواج من بعد عبد الواحد الذي توفي وأريد أن أعيش فقط لكي أربي ولدي فحسين أصبح كل شيء في حياتي فهو زوجي وابني وصديقي  ولا أريد أن أتزوج مرة أخري حتي ولو كانت هي رغبة أهل القرية

شيخ البلد : هذا لن يجوز ولن نتركك تعيشين بمفردك ونحن قد أتينا لنخبرك بهذا القرار وسوف يعقد قرانك علي سالم الجمعة القادمة فقط أتينا لنخبرك بذلك فليس من عادتنا أن نترك النساء تعيشن لوحدهن أو يعملن مثل الرجال

 

 

 

رحل الجميع والابتسامة العريضة علي وجه سالم حيث شعرت هنية أن الشهوة والرغبة فيها تملأ عيني سالم فهو طوال فترة مرض عبد الواحد لم يكن يأتي ليزور أخية أو يسأل عن حالة فكيف اليوم يبدي اهتمامه بها وبأبن أخية الصغير.

في تلك الليلة أخذت هنية تبكي ولا تستطيع التفكير في تلك المشكلة التي لا تجد لها حل وكيف سوف تعيش بين أحضان سالم, كيف سوف تسمح لسالم أن يلمس جسدها في ظُلمة ذلك المنزل وهي مازالت تتذكر عبد الواحد وحُبة يملأ قلبها حتي تلك اللحظة فالزواج في حد ذاته خيانة لعبد الواحد.

كان يجلس بجوارها حسين ويشعر بالحزن علي بكاء والدته حيث لم يكن يدرك لماذا كل هذا البكاء فهو مازال صغيراْ لكي يدرك معني زواج والدته من عمة سالم.

وفي اليوم المحدد يوم الجمعة تم عقد قرآن هنية علي عمة سالم بالرغم أن الشيخ

 يوسف كان يرفض ذلك لأنه كان يعلم جيداْ أن سالم يفعل ذلك من أجل الطمع فيما تركة أخاه الأصغر وليس حُباْ أو رغبة في تربية ابن أخية عبد الواحد ولكن عادات القرية البالية كانت أقوي منة ومن محاولاته التنويرية في تحطيم تلك التقاليد ولكنة في نهاية الأمر ولم يستطع أن يقنع شيوخ القرية بأن يتركوها تمضي في تربية ابنها بعيداْ عن عمة سالم و الجشع الذي يملأ قلبة.

رحل الجميع وبقي سالم في منزل أخية يجلس علي نفس المقعد الذي كان يفضله عبد الواحد الجلوس علية في باحة المنزل حيث كان يتلصص النظر إلي هنية وينهش جسدها بنظراته الشهوانية والتي كانت تدل علي رغبة قديمة في جسد هنية, كان سالم يترقب كل شيء في المنزل لكي ينتهز الفرصة ويحمل هنية إلي مخدع أخية ويعاشر زوجته التي أصبحت زوجته الأن فكل ما كان يفكر فيه أنه الأن يملك امرأة أخري بجسد أخر مختلف عن جسد زوجته الأولي سعاد والذي كان يرغب الزواج من امرأة أخري من فترة طويلة لأنه كان يشعر بالملل من سعاد وعزوفها الدائم عن رغباته المكبوتة ولكن لم يكن يستطيع أن يفعل ذلك خوفاْ من اهل زوجته ولكن القدر منحة الأن الفرصة لكي يحقق ما يرغب فيه فسوف يرث أخية عبد الواحد في كل شيء حتي جسد زوجته النحيل.

 

 

 

 كان يتأمل جسد هنية بشهوة وعيناه لا تستطيع الانتظار بل يريدها الأن وليس بعد أن ينام الطفل فلم يعبأ بذلك ولم يمنح هنية فرصة أن تدرك ماذا يحدث لها وأن القرية أجبرتها أن تلقي بجسدها النحيل في أحضان شخص أخر غير عبد الواحد فشعرت هنية بالرعب والخوف من سالم ونظراته التي كانت تنهش جسدها أشارت إلية وهو يقترب منها أنها تريد أن تحدثه في موضوع مهم قائلة :

سالم أنت تعلم جيداْ أنني لم أرغب في ذلك الزواج بل كنت أريد فقط أن أعيش لكي أربي ابني حسين وأبقي علي ذكري أخيك في هذا المنزل وأريدك أن تكون الأب الحنون علي حسين لأنك عمة الوحيد فلتكن لي زوجاْ أمام الناس فقط وترحل إلي زوجتك وبيتك وتدعني أعتني بحسين فقط ..... لا أريد أكثر من ذلك

سالم : ما هذا الهراء ؟ هل جنتي؟ وكيف تتحدثين مع زوجك بهذه الطريقة الوقحة؟

لم يمنحها سالم فرصة لكي تستوعب ذلك الصراخ والكلمات النابية حتي صفعها سالم علي وجها ثم دفعها نحو الغرفة ,غرفة نوم أخية عبد الواحد وهنية تصرخ وتحاول أن تتشبث بأي شيء ولكنة كان يدفعها بقوة نحو مخدع أخية عبد الواحد في محاولته أن يمزق ثيابها السوداء لكي ينفض عنها كل هذا الحزن علي عبد الواحد ويشاهدها عارية أمامه لكي يشعر بالنشوة الممزوجة بالذُل لها وهو يعاشرها بعنف وإزلال كأنه يغتصبها من أجل شعورة بلذة الانتصار علي ذلك الجسد النحيف فقط.

حاولت هنية الهروب منة وأن تلملم ثيابها الممزقة لتستر عورتها بأي طريقة ولكنة كان أقوي منها فشعورة الداخلي بالسيادية كان أعنف من كل شيء فقيدها يديها في

 أطراف المخدع المعدنية ثم فعل ما فعل وهي تبكي وتتوسل إلية بأن يتركها هي وولدها في سبيل حالهم ولكنة كانت الشهوة هي التي تسيطر علية.

لم يتركها سالم حتي نال ما أراد منها مثل الذئب الذي كان ينهش لحم فريسته وهي مازالت حية فكان يستمتع ببكائها وهي تتوسل إلية وتئن من شدة الألم من جراء ما يفعله بها فصراخاتها كانت تمنحه المزيد من الشهوة والرغبة في اغتصابها حتي نال ما أراد ثم تركها تبكي وتلطم خديها وتنادي علي عبد الواحد وتطلب منة السماح.

 

 

 

تركها سالم في منتصف الليل وعاد إلي بيتة بعدما نال ما كان يريده من هنية التي

حاولت رغم ضعفها وقلة حيلتها أن تبقي علي ذكري زوجها عبد الواحد ولكن كل الظروف كانت تقف ضدها ولا تمنحها الفرصة لكي تحارب من أجل ذكري زوجها.

عاد سالم إلي منزلة حيث وجد سعاد في حالة غضب شديد وتخبره أنه لن يلمسها طالما أنه يعاشر زوجة أخية المتوفي وهي كانت تعلم أنها لن تستطيع أن تفعل ذلك لأن سالم كان شديد الغضب وجبروته يفوق خيالها فهي تعلم أنها سوف تنال من غضبة مالم تطيع أوامره هي أيضاْ لأنها لا تستطيع أن تفعل شيء معه فربما تتعرض لعقاب شديد منة في حالة إصرارها علي ذلك وهي تعلم مدي شهوته التي تسيطر علية وعلي أفعالة و رغبته في الزواج منذ فترة طويلة من امرأة أخري وأنه وجد تلك الفرصة في الزواج من هنية صاحبة الجسد النحيف.

شعرت هنية أن الموت كان أفضل لها من أن تجد نفسها في أحضان ذلك الذئب وأن  الحياة الأن أصبحت مستحيلة بالنسبة لها بعد ما فعلة سالم معها ولكنها تذكرت حسين فما ذنبة فيما يحدث من حولة وليس بيديها شيء لكي تقاوم ذلك الوحش الذي أراد أن يورث كل شيء تركة أخية عبد الواحد حتي هنية التي لم يرحمها رغم توسلاتها بأن يتركها وشأنها ولكن الطمع كان يسيطر علي تفكيره فقط.

فقط اكتملت حلقات الحزن داخل قلب هنية التي كانت تريد أن تحيا من أجل حسين وتحتفظ بذكرياتها الحلوة مع زوجها الطيب لتُخبر حسين بمدي حبها لعبد الواحد ولكن لم يترك لها القدر ذلك بل دفع بسالم في طريقها ليمنحها ذكريات قاسية ومؤلمة مثل الخناجر التي رشقت بقلبها بعد أن تركها سالم بعد أول ليلة لها كزوجة له.

مازالت الصرخات والألم يتتابع بداخلها يذكرها بكل لحظة أحتضنها سالم ومزق ثيابها لتكون عارية أمام نفسها قبل أن تكون عارية أمامه يتأمل كل جزء في جسدها حيث كان يتخيله في كل مّرة يأتي لزيارة أخية أثناء أيام مرضة الأخيرة فكان فقط ينتظر مرور الأيام لتسمح له بأن يشاهدها وهي تصرخ من أفعالة السيادية التي كان يتخيلها كلما شاهدها في منزلها بجوار زوجها عبد الواحد.

Post a Comment

أحدث أقدم