صحراء تكساس دائماً مقصد المغامرين والباحثين عن
الحقيقية في ظواهر غريبة لم يجد لها البعض تفسير , بل مجرد تكهنات لا أكثر من ذلك
مثلما ذكرت مجلة ( كورنيت ) ومجلة ( هيوستن كرونيكل ) في أكثر من مقال يتحدث عن
ظاهرة ( أضواء مارفا Marfa Lights) أو أضواء مارفا الشبحية كما يحلو للبعض تسميتها
, تلك الومضات الغريبة الغامضة التي تُشاهد في المنطقة الصحراوية خارج قرية مارفا،
تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حيرت الناس لأجيال.
استناداً لشهود عيان، فإن أضواء مارفا كثيراً ما تظهر في
حجم كرة سلة مختلفة الألوان، بعضها أبيض، أو أزرق، أصفر أو أحمر وربما غيرها من الألوان,
وكما اشارت التقارير قد تظهر بعض هذه الأضواء منفصلة ثم تندمج أو تطفو في الهواء فوق
منطقة تدعي (ميتشل فلات Michell Flat ) .
وقد اعتقد الأمريكيون الأصليون في المنطقة أن أضواء مارفا
هي عبارة عن نجوم ساقطة حسب تقارير جريدة (هيوستن كرونيكل) ,لا أحد يستطيع أن يتنبأ
بوقت ظهور هذه الأضواء أو موعد حدوثها، وقد اطلق عليها السكان الاصليون من الهنود
الحمر قبائل (الأباتشي) النجوم المتساقطة, أول تسجيل لتلك الظاهرة كان في عام 1883 عندما ادعى
راعي بقر اسمه (روبرت اليسون) أنه رأى أضواءً تلمع في السماء بلا مصدر واضح عندما كان
يقود قطيعه في ذات المنطقة, ظن البعض أنها اضواء مخيمات قريبة، لكن مع البحث لم يكن
هناك اي اثر لنيران أو رماد تخييم في أي مكان , وحتى في الحرب العالمية الثانية حاول
بعض الطيارين تحديد مصدر هذه الأضواء لكن هذا لم يقودهم إلى أي مكان محدد, أول من تحدث
عن أضواء مارفا كانت مجلة (Coronet ) في عدد شهر يوليو 1957, و
وصفتها بأنها أجسام متوهجة بحكم كرة السلة تتحرج بسرعة حركتها أحيانا منتظمة وأحيانا
أخرى غير منتظمة وقد تظهر في أوقات مختلفة غير متوقعة ربما من 10 الى 20 مرة في السنة
.
و فقاً لأقوال بعض
الشهود الذين ادعوا رؤيتهم لها فإن هذه الأضواء ليست لها أوقات معروفة أو محددة للظهور
ولا ترتبط بحالة الطقس أو غيره و يمكن أن يستمر ظهورها لأقل من ثانية أو عدة ساعات
, كل الشهود اكدوا على أنهم لم يروها عن قرب أبداً و يرجع ذلك لخطورة الأماكن القريبة
منها أو لأنها ملكية خاصة لا يسمح بدخولها الا بتصريح من مالكيها , وقالت المجلة إنها
ظاهرة رائعة لم يتمكن أحد من شرحها على الإطلاق حتى الآن، ويعدّ (جيمس بونيل) من بين
الذين درسوا هذه الظاهرة أكثر من غيرهم، وهو مهندس فضاء سابق في ناسا تابع المنطقة
لمدة 12 عاما، وخلص إلى أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة احتكاك تحت الأرض.
التفسيرات الخاصة بتلك الظاهرة :
تفسير ما وراء الطبيعة : البعض
يظن أن تلك الأضواء ليست إلا مجرد سفن فضائية تهبط في الصحراء حيث أن صحراء تكساس
بها العديد من الظواهر الغريبة , والبعض الآخر فسر تلك الأضواء أنها تعود إلي
أشباح الغزاة الإسبان حينما دارت معارك مع الهنود الحمر بالقرب من تلك المنطقة .
الطريق السريع 67 : وقد توصلت مجموعة
من طلاب الفيزياء من جامعة تكساس في دالاس، إلى أن المصابيح الأمامية من المركبات على
الطريق السريع رقم 67 الأمريكي يمكن أن تفسر على الأقل بعض المشاهدات المسجلة لأضواء
مارفا.
الوهم البصري : الذي يسمى أحيانًا بالسراب الأفضل أو (فاتا مورجانا-
Fata Morgana)، وفقًا لموقع Skeptoid.com يحدث هذا عندما تكون طبقة من الهواء الدافئ الهادئ فوق طبقة من الهواء البارد
, حيث تقع قرية مرفا على ارتفاع 4،688 قدم (1،429 متر) فوق مستوى سطح البحر، والفوارق
في درجات الحرارة من 50 الى 60 درجة فهرنهايت (28 الى 33 درجة مئوية) , ويمكن رؤية
ال(فاتا مورجانا) في المحيط مسببا ظهور السفينة وكأنها تطفو فوق الأفق , ويحتاج ذلك
الأمر لتفاوت بدرجات الحرارة لإنتاج هذا التأثير البصري وهو أمر شائع في صحراء تكساس
الغربية.
غازات التوهج : لا يزال البعض
يتنبؤون بأن أضواء مارفا قد تكون ناجمة عن نفس الغازات التي تنتج الأضواء المتوهجة
المرتبطة بغاز المستنقع، الفوسفين (PH3) والميثان (CH4) , في ظل ظروف
معينة يمكن أن تشتعل هذه الغازات عند الاتصال بالأكسجين , وقد لوحظت هذه الظاهرة المتوهجة
التي يطلق عليها أحيانًا ‹‹fool’s fire›› حول العالم، وخاصة في مناطق المستنقعات حيث
يمكن أن يؤدي تحلل المواد العضوية إلى نشوء جيوب من الفوسفين و الميثان , وعلى الرغم
من أن أضواء مارفا لا توجد بالقرب من المستنقع إلا أن هناك احتياطيات كبيرة من النفط
والغاز الطبيعي والهيدروكربونات النفطية الأخرى في المنطقة، والتي يمكن أن تشمل الميثان
بكميات قادرة على إحداث تأثير مماثل لتلك التأثيرات الناتجة عن غاز المستنقعات.
ظاهرة الكهرباء الانضغاطية : هناك من يعتقد ان صخور تلك المنطقة
لها خاصية الكهرباء الانضغاطية بسبب احتوائها على الكوارتز والذي ينتج شحنات كهربائية
بعد تعرضه لضغوطات معينة , صاحب تلك النظرية هو مهندس الطيران المتقاعد جيمس بونيل
حينما صادف أضواء مارفا أثناء زيارته لمنصة العرض التي شيدتها وزارة الطرق السريعة
بولاية تكساس شرق مدينة مارفا , وقد قال بونيل لجريدة هيوستن كرونيكل ‹‹ أنا أصبحت
محظوظا الآن، إن الأضواء نادرة لكني حصلت على واحدة من المشاهدات الرائعة حقًا›› ,
ويعتقد بونيل أن أضواء مارفا هي نتيجة الصخور النارية تحت ميتشل فلات التي تنشئ شحنة
كهرضغطية (الكهرباء المنتجة تحت ضغط المواد الصلبة مثل المعادن والبلورات والسيراميك
), وقد نظر كارل ستيفان أستاذ الهندسة في جامعة ولاية تكساس في فرضية بونيل، لكنه لم
يؤيده , وقال ستيفان لصحيفة هيوستن كرونيكل ‹‹ قد يكون نشاطًا جيولوجيًا يخلق نشاطًا
كهربائيًا، لكنها مجرد تكهنات في هذه المرحلة››، ‹‹ لا توجد حقائق مؤكدة›› .
حتي الآن لا يوجد تفسير علمي دقيق لتلك الظاهرة التي
تشعل شغف وفضول البعض لدراستها ورؤيتها فصحراء تكساس مليئة بالغموض والظواهر الغير
طبيعية .
👈لا تنسي الاشتراك في قناة حواديت مصرية علي التليجرام : https://t.me/hawadedmasiah
إرسال تعليق